أجرى الحوار الشيخ نوح
في إطار جهود الاقتراب من العمل الثقافي وحراكاته التي تحدث غالبا بعيدا عن أنظار الصحافة المحلية، ومن أجل إعطاء صورة ما عن مخاضاته، ارتأينا في صحيفة تقدمي أن نُشرع نافذة ثقافية فاعلة، سبيلا إلى إعطاء الفرصة للمتلقين لمعرفة جوانب من شخصيات وأعمال فاعلين ثقافيين، وكذلك إتاحة للفرصة لأصحاب المواهب والإنجازات الثقافية ليحظوا بما يستحقونه من ضوء.
وفي هذا الإطار التقينا بالمخرجة السينمائية الشابة مامسي لكيحل.
وردا على السؤال التقليدي؛ سؤال البدايات، افتتحت مامسي اللقاء بتذكر بداياتها المبكرة قائلة: “بدأٔت أولا بالاهتمام بالأدب، ثم وجدتني أكتب فجأة يومياتي في دفترٍ صغير، ثمَّ على صفحتي على الفيسبوك. لاحقا اكتشفتُ اهتمامي بالسينما: الكتابة السينمائية والإخراج”، وعرجت في ثنايا حديثها، ردا على سؤال متصل، على أول تجربة خاضتها في إطار العمل الإخراجي السينمائي مفصلة في ذلك بالقول: “كان أول عمل لي عبارة عن فيلم قصير (استئناف) سنة 2019، وكان هذا الفيلم بإخراج مشترك مع زوجي خالد، وبعدها فيلم “قمصان” بإخراج مشترك معه أيضا؛ وشارك هذا الفيلم الأخير في مهرجان أمم للسينما وحقوق الإنسان، وكسب جائزة لجنة التحكيم”.
وكشفت مامسي عن جوانب أخرى من اهتماماتها الشخصية الخاصة، وإن كانت هذه الاهتمامات لا تبتعد كثيرا عن أجواء السينما ومناخاتها إذ أكدت: “أثناء كل ذلك كنتُ أمارس هواية تصوير الأشياء: المصابيح المُعلقة. الأبواب والنوافد.. أصبحت كاميرا هاتفي عينًا ثالثة لي، لكن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة لي. كنتُ أريد كاميرا حقيقية وبالصدفة وجدتها، فقلت في نفسي: أخيرًا وجدتُ كاميرا ما الذي يمنعني؟”.
إلا أن هناك دوما عقبات في وجه هواياتها مامسي كما تقول، ولعل أهم ما واجهته من تحديات تلخص في التالي “أولا واجهتُ مشكلة في حمل الكاميرا في الشارع، كنتُ محطَّ أنظار الجميع. السيدات يُغطين وجوههن عني والرجال يشيرون بأيديهم وعبارة (لا تصوري!) تملأ أفواههم. أصبت بإحباط شديد ساعتها، وقررتُ ألا أخرج بالكاميرا. واكتفيتُ لفترة بجلسات تصوير لأصدقائي في البيت”.
أما عن ردة فعلها تجاه هذه التحديات وكيف واجهتها، فإن مامسي- وروغم ما واجهته من مصاعب ومطبات في طريق شغفها- لم ترفع الراية البيضاء، بل واصلت في الكفاح من أجل تحقيق ذاتها كما تؤكد، وفي هذا الاتجاه تقول: “بعد فترة، وبحكم سكني في وسط المدينة، قررتُ أن أجعلهم يتعودون على الكاميرا كما سيتعودون عليّ، أعلقها على منكبي أينما ذهبت: إلى السوق، المطعم، الساحة”، وكانت هذه التجربة والقرار الذي اتخذته بإصرار وحسم كفيلين بإحداث فرق وتذويب الثلوج وتذليل المصاعب، بل أحست مامسي أنها نجحت إلى حد كبير في تحدي نفسها، وتطبيع طبيعة شغفها مع المحيط الذي تعيش فيه، تقول في هذا المضمار: “بعد ذلك صرتُ أتجولُ بها دون خوف أو خجل، وألتقط صوري وأنا مرتاحة. أحيانًا أسأل الشخص قبل أن أصوره، وأحيانًا تبلغ الصورة والوضع درجة من الجمال، بحيث أخشى أن أفقدها أو أن لا يأذن لي المعني، فأسرقها”.
أما عن المستقبل والتخطيط للمضي في مسارها الفني وفق خطى محسوبة، فقد أكدت المخرجة مامسي أنها تفضل الحديث عن المشاريع المستقبلية على المدى القريب، وأضافت المخرجة والمصورة بكل وضوح واختصار في خاتمة حديثها قائلة: “أفكر بإقامة أول معرض لصوري قريبا”.
نماذج من صور المخرجة مامسي لكيحل