#رمضانيات_26 ..
نَظمَ لمرابط امحمدْ بن أحمد يُورَ رحمةُ الله عليه في مُختلَف المعارف العربية والإسلامية مِن عقيدة وتفسير وأصول وفقه ولغة وغيرها، وله عدةُ منظوماتٍ طويلةٍ، ذاتِ طابع تأليفي. وعلاوةً على السيمات المشتركة في أنظامه، مما هو معروف لدى الجمهور المُهتم، مثل السلاسة والسهولة والانسيابية ومتانة السبك والطرافة ولزوم ما يلزم، دائماً ما يستوقفني عاملٌ مُشتركٌ آخر، ألا وهو تلك المُقدمة أو الديباجة الجميلة التي يستهل بها أنظامه ذاتَ الطابع التأليفي، والتي تبدأ وتنتهي على وتيرة واحدة، فإذا هي أشبه ما تكون بنَصٍّ شعريٍّ مِن أحسن ما يكون …
استمع إليه حين يقول في ديباجة نظمه لتفسير سورة الواقعة، الذي اعتمد فيه على “الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز” للشيخ البَركة العلامة محمَّد اليدالِي رحمة الله عليه، والذي سمَّاه “الراقعهْ في تفسير الواقِعهْ” :
قال عُبيدٌ لم يكن بالسَّامِي
فحذف الأنساب والأسامِي
حَمْداً لمن حُقَّ له أن يُحمَدا
ثم على هادي الهُداة أحمدا
والآل والأصحاب والأزواجِ
ومَن تلاهمُ من الأفواج
منهُ الصلاة والسلام دائمُ
ما قام قائـمٌ ونام نائـمُ
وغرَّدَتْ في أيْكِها وَرقاءُ
قد عزَّ مِن هَدِيلِها اللِّقاءُ
وبعدُ، فالتفسير عزَّ مطلبهْ
وعمَّ أفهامَ الفُحولِ غلَبُه
وكنتُ عنه قبل ذا مِمَّن وجَمْ
“وفي النِّطاحِ يُغْلَبُ الكبشُ الأجَمْ”
واليوم قد نظمتُ بعض الواقعهْ
في رُقعةِ سمَّيتُها بالرَّاقِعَهْ
مُعتمدا فيها كتاب الذهَبِ
فحَقُّها الكَتْبُ بِماءِ الذَّهَبِ
وربما مِلتُ إلى القاموسِ
مُغترفا من ذلك القامُــوس
وأسْأل الرحمنَ سِتراً جَمَّا
يســتر ما الطبعُ به قد جَمَّا
واستمع إلى براعة الاستهلال في الديباجة التي بدأ بها نظمه في الترِكَة المُسمَّى “مُعينة الأفهامْ على ذوِي السِّهامِ والسِّهامْ”، والذي يعكف على تحقيقه ودراسته الآن الأستاذ الشاب: محمدْ بابَ بن محمذن بابَ، في إطار رسالة جامعية لِنيل شهادة “الماسْتَرْ”، نتمنى له فيها التوفيق والنجاح:
حمـداً لمن يهدي بِكُلِّ تَيْهَا
ويرِثُ الأرضَ ومَن عليْها
ثم الصلاةُ تصْحَبُ السَّلاما
على الذي قد شيَّد الإسْلاما
شمسِ الهدى محمدِ بنِ عَبْدَمِ
ذِي الفخْرِ والصِّيتِ الرَّفِيعِ الأقْــــدَمِ
وآلِه الألى يُــــــــــــنال السَّعدُ
بِذِكْــرِهِمْ وحُبِّهِــــــــمْ، وبَعْدُ
فـــهذه مُــعِينة الأفـــــهامِ
على ذوي السهام والسهام
منظومة جادت بها القريحهْ
لَكِنَّها قرِيحةُ قَرِيحَـــــــــــهْ
والحالُ عن تهذيبها أبى لي
لِسُوءِ فَهْمِيَ وشُغْلِ بالِي
هذا وكم مـــــــسألة مُفيدهْ
لكنَّــها طويلةٌ شـديدَهْ
عنها صدَدْتُ غارةَ القوافي
مخافةً مِن مَلَلٍ مُوافِ
وكيف يجلُو ظُلمةَ الفرائضِ
مَن لم يكنْ لِنَفسِه بِرائضِ
لكنني دعوتُ في العونِ على
ما رُمتُه مولايَ جَلَّ وعَلا
ومِن جميل مُقدمات أنظامه التأليفية مقدمةُ نظمه الطويل في الأصول “سُلمُ الوصولْ إلى مُهماتٍ مِن الأصولْ”، والمُسمَّى أيضاً “عَنبَرُ المُستافْ وجَوهرُ الأصدافْ”، والذي شرحه العلامةُ محمد عالِي بن محنض رحمة الله عليه، وهذه هي مُقدمته:
حمداً لِمَن جلَّ عن الأصولِ
وجَلَّ كُنْهُهُ عَنِ الوُصولِ
صـلَّى وسلَّمَ على الأمِينِ
مُحَمَّدٍّ وحِزبِهِ الثَّمِينِ
هذا وقد نظمتُ نظماً قد لمعْ
مِن بعضِ ما “جمعُ الجوامعِ” جمَعْ
سمَّــيـــتهُ بسلمِ الوُصــــول
إلى مُـهمــاتٍ من الأصُـــــــــــولِ
وإن تَشَأْ فَعَنْبرُ المُستافِ”
تفاؤلاً وجــــــــوهرُ الأصدافِ
واللهَ أســــألُ شـذى قَبُـولِ
يفــــــوحُ بالنَّصــر وبالقبولِ
ويقول في مُستهل نظمه لشوارد الفقه، الموسوم ب”فرحةُ الصبيْ وتحفة الغبيْ”، والمعروف اختصاراً ب”شواردْ امحمدْ” والذي كان حقَّقه ودرَسه الأستاذ دِيدِّ ين محمد بابَ، في رسالةٍ جامعيةٍ نفيسة لِنيل “الماستَر”، نرجوا لها الخروجَ في ثوبِ كتابٍ مطبوعٍ، حتى يزيد بها النفع وتعُم الفائدة :
حمدا لمن يُنشئ بين الكافِ
والنون ما يشاءُ وهْو الكافي
أهدَى إلينا من نَفيس النِعَمِ
عِلْماً فلم يُقَسْ بِحُمْر النَّعَمِ
صلَّى وسلَّم على المختارِ
مُبِيدِ كلِّ فاجِـــــــــــــــــــر خَتَّار
والآل والصحبِ فنِعْمَ الآلُ
والصَّـــحْبُ ما لمَع يوماً آلُ
هذي مسائل من الشُراحِ
تسقِي ذوِي الجَهْلِ كؤوسَ الرَّاحِ
وما جنتهُ يدنا المُهْتَصِرهْ
غضَّ الفروعِ من فُروع التَّـبْصِرَه
فسَمِّها بِفرحة الصَّبيّ
وإن تشَأ فتُــحفة الغبِّـــــــيِّ
منها الضروريُّ الذي لا يُجهَلُ
ونظمها نظم شهيٌّ سَلْسَلُ
وفي مقدمته لنظم الإبدال، يُشير إلى أنه اعتمد فيه على شرح المُرادِي على ألفية ابن مالِك، وأن ذلك كان بإيعاز من العالم النحوي: المؤيَّد بن بَيْــبِينْ مِن السادة الأفاضل : أهل ألمينْ بن أشْفَغَ حَيْبَللَّ:
الحمد لله الذي عليْهِ دَلْ
وُجودُنا فما لنا عنهُ بَدَلْ
نسألهُ النجاةَ في الدَّارَينِ
وكشفَ ما على الحِجا مِن رَيْنٌ
ثمَّ الصَّلاةُ بالسلام تُشْفَعُ
على الذي لهُ المَقامُ الأرْفَعُ
محمدٍ وآلهِ الغُرِّ الألَى
علَوْا سَماءَ المَكْرُماتِ والعُلَا
هذا وإذْ ظفرتُ بالمُرادِ
مِن مُطلَقِ الإبدال في “المُرادِي”
أمَرنِي بالنظم وهْو أفيَدٌ
مِن غيْرِهِ إمامُنا “المُؤيَّدٌ”
لولاهُ ما نظمتُ هذا الرَّجَـزا
جزاهُ عنِّي اللهُ أحْسَنَ الجَزا
هذا، ولم تستَأثِرْ أنظامُه الطويلةُ بجَمالِ التقديم، فقد كان لأنظامه القصيرة مِن ذلك نصيبُها، فأتركُ لك -عزيزي القارئ- الحُكمَ على ثلاثة أبيات بدأ بها نظمَه في حكم أخذ ما جُهِل أصلُه:
الحــــمدُ للهِ على نَعمائِهِ
بِالجَمِّ مِن ألبانِهِ ومـــائِهِ
ثمَّ الصلاةُ بِالسَّلامِ مُوصَلَه
على الذي حُكْمُ الأمًورِ فصَّلَهْ
منظومةٌ ذاتُ غناءٍ ومسَدْ
مفتولةٌ فتْلَ حِبالٍ مِن مَسَدْ
كما أتركُ لكَ هُنا الحُكمَ على رُباعية بدأ بها نظم “الأعْدَام” في التوحيد، يقول فيها :
حَمْداً لِمَنْ أنشأنا مِنَ العَدمْ
نحن ذوُو الحُدوثِ وهْو ذُو القِدَمْ
ثم صلاةٌ معَها السلامُ
على الذي فضَّلَهُ السَّلامُ
محمدٍ وآلهِ وصحبِه
وكُلِّ شائمٍ بُروقَ سُحْبهِ
هذا وقد نظمتُ في الأعْدامِ
ما كَعَّ عنهُ كلُّ ذِي إقدامِ
تقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر،،،
عز الدين بن ڭرَّاي بن أحمد يورَ