#رمضانيات_24
لقد أرشدنِي يوماً مَن لا تُمْكِـنُـنِي مُخالفَتُهْ ولا تَسَعُنِي إلا مُوافَقَتُهْ إلَى نَظمِ القبور الخمسة التي نزلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، كما ورَدَتْ في كِتابِ: “وفاءُ الوفاءْ بأخبارِ دارِ المُصطَفَى” لمؤلِفِهِ الإمام نور الدين أبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الشافعي السَّمْهُودِيِّ المتوفي عام تسعمائة وأحد عشرَ. وقد تيسر ذلك بفضل الله ومَنِّه.
وقبل مشاركة النظم أود الإشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم نزل في قبر أمِّنا وسيدتنا خديجةَ بنتِ خُويلد رضي الله عنها، وكان ذلك في مكة المكرمة في العام العاشر للبعثة بُعَيْدَ وفاة أبي طالب، وهو العامُ المعروف ب عامِ الحُزنِ”، كما نزل في قبر ابنٍ لها لم يُصَرِّح السمهوديُّ باسمه.
كما نزل عليه الصلاة والسلام واضطجع في قبر فاطمةَ بنت أسَد بن هاشمٍ رضي الله عنها أمِّ عليٍّ كرَّم الله وجْـهَهَه فنَجَت بلك من ضمةِ القبر، كما ورد في رمضانية سابقة.
ورابعُ القبورِ الني نزل بها صلى الله عليه وسلم هو قبرُ الصَّحابِي الشهير بِذي البِجادَين رضي الله عنه، واسمُه عبد الله بن عبد نَهم المُزَنِي (نسبة إلى قبيلةِ مُزَينَةَ). قال ابْن هِشَام: “إنما سمي ذا البجادين لأنه كَانَ ينازع إِلَى الإسلام فيمنعه قومه من ذَلِكَ ويُضيقون عَلَيْهِ حَتَّى تركوه فِي بجاد لَهُ ليس عَلَيْهِ غيره، والبجاد الكساء الغليظ الجافي، فهرب منهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما كَانَ قريبا منه شقَّ بِجادَه باثنين فاتزَر َبِواحِد واشتَمل بالآخر، ثم أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل لَهُ ذو البجادين لذلك.
وخامسُ القبور التي نزلها عليه أفضل الصلاة والسلام هو قبرُ أمِّ رُومَانَ (بفتح الراء وضمها) بنت عامر الكنانيةِ الفِراسيةِ رضي الله عنها. وهي أمُّ سيدتنا أم المؤمنين عائشةَ بنتِ أبي بكر الصديق رضي الله عنهما زَوجِ النبي صلى الله عليه وسلم. وأمُّ رُومان هي أيضاً أم عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه الذي يُنسَبُ إليه -ولله الحمدُ والشكرُ- بعضُ أهل هذا القُطرِ المُوريتانِيِّ.
ودُونَكم النظمَ جعل الله قُبورَنا وقبورَكم رياضاً مِن رياض الجنة:
وخَمْسَةٌ نَزَلَ أفْضَلُ الورَى
قُبورَهمْ، وَمَا وراءَ ذا وَرَا
ونسبةُ القُبورِ تلكَ الخَمسَةِ
لِرجُلَـيْنِ وثلاثِ نِسوَةِ
أوَّلُها قبرُ خديجةَ التي
حَلَّتْ مِنَ العَلياءِ حيثُ حَلَّتِ
وابنٌ لِتلْكَ قبرُهُ قد حَــلَّهُ
خَيْرُ الورَى، واهاً لها واهاَ لهُ
وقبرُ فاطمةَ بنتِ أسَدِ
أم عليٍّ الإمامِ الأسَدِ
وَذُو البِجادَيْنِ الهمامُ المُزَنِي
كذا، لِذا بغيرهِ لمْ يُوزَنِ
وخامسُ القبورِ قبرُ أمِّ
عائشةٍ زوج النبي الأمِّي
وأمُّ رُومَانَ اسمُها وأبُها
دَعوهُ عامراً، َوذا نسَبُها
فعَزْوُها إلى بني فراسِ
أهلِ النَّدَى والعِزِّ والمِراسِ
وأنجبَتْ أيضاً لِذِي الخِلالِ مَنْ
عَقِبُهُ باقٍ بِفَضْلِ ذِي المِنَنْ
أرشَـــــدَني لِنَظْمِهِ مِنَ “الوَفَا”
مَنْ لمْ أُطِقْ يوماً بِحَقِّه الوَفَا
(لولاهُ ما نظمتُ هذا الرَّجَزَا
جزاهُ عَنِّي اللهُ أحسنَ الجزا)
تقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر.
عز الدين بن ڭرَّاي بن أحمد يورَ