#رمضانيات_28

مَن مِنا لم يسمع مُبَكِّراً الناسَ يتكلمون عن أهل محمد سالم المجلسيين، كلما كان الحديث عن العلم والتقوى والصلاح وغيرها من خصال حميدة يُرَكِّزُها هذا الاسم الميمون، الذي طار ذكره في أصقاع القُطر الموريتاني وما جاوره وجاوزه …

مَن مِنا لم يرتبط في ذهنه ذكر هذه الأسرة بمعرفة ليس لهل مثيل بمختصر الشيخ خليل وغيره من النصوص المحظرية التي ألقى الناسُ تلاميذَ وشيوخاً عصى التسيار لديهم لفي طَلبها؟

مَن منا لا يعرف تصانيفَ في مختلف المعارف الإسلامية، ألَّفها أعلام هذه الدوحة المباركة، كان لها من الشهرة والقبول لدى الناس ما جعلها مراجع يركن إليها الدارسون والباحثون على حد السواء؟

مِن حولي، لم أزل أسمع عن علاقة وطيدة تربط أعلام أسرة أهل محمد سالم بأفراد المُحيط، وخاصة العلامة محمد فال “بَبَّها” بن محمذن أحمد بن العاقل، الذي زارَهم في رحلة معروفة، قادته لعدة حضرات من رموز تلك الربوع الشمالية، بإيعاز من والده، كما أنه استضاف أحد أبناء محمد بن محمد سالم الأعلام، وكان الحديثُ شجونا، بحضرة العلامة الأديب محمذن بن عَلَيٍّ …

ومن إخوانيات لمرابط “بَبَّها” العديدة أبياتٌ يُشيد فيها بثلاثة من تآليف العلامة محمد بن محمد سالم (دَبَّ سالمْ) طبَّقت شهرتها الآفاق، وملأت مضامينها الأوراقْ، ألا وهي “الريَّانْ في تفسير القرآنْ”، و”النهر الجاري في شرح صحيح البخاري”، و”لوامعُ الدُّرَرْ في هتك أستار المختصرْ”. يقول لمرابط “بَبَّها” :

طربتُ شوقاً وما شوقي إلى الحَورِ

ولا اللَمَى بذوات الدَّلِّ والخَفَر

ولا لربعٍ بذات الضَّالِ من أجَلَى

ولا أجارعَ من أنجادِ ذي عُشُرِ

لكن طربتُ إلى روضٍ كساهُ أبو

عُذْرِ المسائل أنواعاً مِنَ الزَّهَر

مَن كانَ ذا وطَرٍ ألْهَتْهُ رُؤْيتُهُ

وطِيبُ أزهارِهِ عن ذلكَ الوطَرِ

فزُرْهُ إن شئتَ تُبصرْ كلَّ ما عَجَبٍ

بين “اللوامعِ” و”الرَّيانِ” و”النهَرِ”

يُعتبر العلامة محمد بن محمد سالم أحد أكبر وأبرز علماء القُطر الموريتاني في القرن الثالث عشر الهجري، وهو القرن الذي اعتاد المثقفون من أهل هذه الربوع تسميتَه “قرن العلماء” …

رحمة الله على الجميع ونفعنا ببركتهم، وتقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر ،،،

عز الدين بن ڭرَّاي بن أحمد يورَ