#رمضانيات_18
نظم العلامة مُحمد فالْ “بَبَّها” بن محمذن بن أحمد بن العاقل حوادثَ السنين النبوية، في أرجُوزة تزيد على مائة وعشرين بيتاً، تُعرف محلياً بطواري “بّبَّها”…
وقد بلغ هذا النظم من الفائدة وتلقَّى من القبول ما جعله مَضرب المثل، فقد اعتادوا أن يقولوا بالحسانية، لِمن حدَّث بِما لا يَهم، ما معناه بالفصحى “أين هذا من طواري بَبَّها” أو “بعيدٌ هذا مِن طواري بّبَّها” أو نحو ذلك، كما أنه مُعتمدٌ في تدريس السيرة النبوية من طرف العديد مِن شيوخ القُطر الموريتاني …
وقد كان هذا النظم وما زال مَحلَّ اعتناءِ المُهتمين بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وضع عليه قديما الشيخ “امْبَكَ بُوصَا”، مِن أخوال الشيخ أحمدو بمبا، شرحاً أو حاشية مفيدة، موجودة عندنا في مخطوطة أصابها من البَلَل ما لا يحول دون قراءتها، كما وضع عليه علامة البلاد : “ابَّاهْ” بن عبد الله احمراراً جميلاً تم طبعُه مع الأصل، قبل نحو عقدين من الزمن، بتصحيح وتعليق الأستاذ/ عبد الله بن إسلمو بن فتى، ضمن سلسلة نصوص محظرة النباغية …
وقبل سنوات، قام أخونا وأستاذنا المُحقق: أحمدو بن محمدن بن محمد بن حِمَّينه بدراسة وتحقيق نظم الطواري، في إطار رسالة جامعية، غاية في النفاسة، تناول فيها مختلف جوانب شخصية لمرابط “بّبَّها، بتفصيل لم يسبقه له غيره …
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، قام الشيخ محمد محمود بن أحمد الشيخ، المُقيم في مملكة البحرين، بشرح هذا النظم في سلسلة دروس موجودة على قناته على “اليُوتوبْ”، كما شرحه مع احمرار العلامة “ابَّاهْ” المذكور آنفاً، الشيخُ عبد الرؤوف بن علي الجزائري من خلال قناة له على “اليُوتوبْ” أيضا …
وقد قام غير واحد من ذوي الإنشاد الحسَن، بتسجيل هذا النظم في صوتياتٍ متداولة على “الواتسابْ” وغيره من بني جِلدته مِن وسائل التواصل الاجتماعي …
يقول لمرابط “بَبَّها” في مُقدمة نظم الطواري:
يقولُ عبدُ ربِّه التَّوَنكُلِي
(الحمد لله العَلِيِّ الأجْلَلِ)
ثم الصلاةُ والسلامُ سرْمَدا
على إمامِ المُرسَلين أحمدا
هذا وإني قد نظمتُ دُرَرا
نظمتُ فيها بعضَ ما كان طَرَا
مِنَ الطواري في حياة المُصْطفَى
صلَّى عليه ربُّنا وشرَّفا
بها شفيتُ لُوحَ كل ظام
وربما عدلتُ عن نظامي
إلى نظام عالِم الأمْصار
وبدوها في قرة الأبصار
فقلتُ والله تعالى أستعينْ
وليس غير الله جلَّ مِنْ مُعِين
وُلِدَ طه أفضلُ الأنامِ
عامَ قُدوم الفِيل للأقوامِ
بِمَكةَ الميمونةِ الغرَّاءِ
دارِ السَّنا والحَجِّ والبهاءِ
وأرضعته أمُّه الشريفهْ
ذاتُ المزايا الجَمَّة المُنِيفَهْ
سبعةَ أيامٍ تُؤاماً وغدتْ
تُرضعُهُ ثُويبَةٌ فأرشدَتْ
ثم يُتابع الناظمُ سَرد أحداث حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع الإشارة إلى عُمره في كل منها، إلى أن يصل الهجرةَ إلى المدينة، حينها يبدا التأريخ للأحداث بالهجرة، وقد حافظ في نظمه على السلاسة والسهولة والانسيابية المعهودة في أراجيزه العلمية، يقول في الكلام على أحداث العام السادس للهجرة :
وكان في السادِي بلا بهتانِ
مِن الطواري بيعةُ الرِّضوانِ
وقد غزا الغابةَ طه الهادي
ثم بني لَحيانَ في ذا السادي
ثم الحديبية فيه والدُّعا
لِلخلق بالسَّقيِ، وحينما دَعَا
همَتْ سَواري المُزن والغوادي
فاهتزَّ مِنها مَيِّتُ البِلادِ
وقد نظم لمرابط “بّبَّها” حوداثَ السنين النبوية وهو في مُقتبل العُمر نسبياً، حيث أشار في آخر المنظومة، بطريقة حساب الجُمل، إلى أن ذلك كان سنة تسع وسبعين ومائتين للهجرة، وسِنُّها حِينَها خمسٌ وثلاثون سنة، فقد وُلِد الناظم سنة أربع وأربعين ومائتين للهجرة، وهو عام وفاة جده لأبيه العلامة القاضي أحمد بن العاقلْ، وهذا آخر النظم:
في العاشِر اذكُرْ حَجَّةَ الوداعِ
فإنها فيـــــــــــــه بلا نِــــــــــزاعِ
وكانَ مِن طوارِ هذا العامِ
موتُ سَـــليلِ النُّورِ إبْراهامِ
ونزَلَتْ آيةُ الاستئذانِ
“واليومَ أكْمَلتُ” بِلا بُهتانِ
وعامَ “أيٍّ” فيه نام المصطفى
صلَّى عليه ربُّنا وشَرَّفا
ماناحَ قُمْرِيٌّ علَى غُصْنٍ وما
جَلْجَلَ رَعدٌ في السَّما وزَمْزَمَا
قد انتهى ما رُمتُ مِن نِظامِ
والحمدُ للهِ على التَّمامِ
سنةَ “عِطْرٍ” بعدَ ألفٍ غبَرَا
مِن هِجرة المُختارِ خيرةِ الورى
صلَّى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم، وتقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر ،،،
عز الدين بن ڭرَّاي بن أحمد يورَ