كشفت فريديريك جاكمين، رئيسة برنامج بناء القدرات الدفاعية لموريتانيا لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عن ملامح جديدة للتعاون الدفاعي المتقدم بين موريتانيا والحلف، مؤكدة أن نواكشوط باتت تحتل موقعًا محوريًا في الاستراتيجية الأمنية للناتو بمنطقة الساحل، باعتبارها “نقطة استقرار وتناغم في محيط مضطرب”.
وفي مقابلة صحفية مع مجلة” الجيش” الموريتاني، أوضحت جاكمين أن البرنامج المشترك بين الجانبين يتوزع على ستة محاور رئيسية تشمل: دعم القوات الخاصة، تعزيز الأمن البحري، تطوير أنظمة الاستخبارات، تكثيف برامج التدريب العسكري، دمج العسكريين المتقاعدين، والتعامل مع الأسلحة الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت المسؤولة أن حلف الناتو لا يقدّم دعماً أحادي الاتجاه، بل “يتعلّم من التجربة الموريتانية ويستفيد من كفاءة القوات المسلحة الوطنية”، مشيرة إلى أن التنسيق المؤسسي القائم من خلال لجنة توجيهية ترأسها وزارة الدفاع الموريتانية، مكّن من تسريع تنفيذ المشاريع المشتركة.
وحول موقع موريتانيا ضمن أولويات الحلف، قالت جاكمين: “موريتانيا هي الشريك الوحيد لحلف شمال الأطلسي في منطقة الساحل، ومن خلالها نكتسب فهمًا معمقًا للتحديات الأمنية في هذه المنطقة الحساسة. وهذا يجعلنا أكثر التزامًا تجاه دعمها وتعزيز قدراتها الدفاعية.”
وتوقعت جاكمين أن تدخل الشراكة مع موريتانيا مرحلة أكثر ديناميكية ابتداء من العام المقبل (2025)، من خلال التركيز على ثلاث ركائز أساسية: التدريب، المعدات، والبنية التحتية، ما سيُترجم ميدانيًا في شكل قوات محترفة ومدربة ومجهزة، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية الحديثة.
وفي ردّها على سؤال حول دعم العسكريين المتقاعدين، كشفت عن مبادرة واعدة يجري تنفيذها بالتعاون مع وزارة الدفاع، وتهدف إلى إعادة تأهيل المتقاعدين وإدماجهم في الحياة المدنية، عبر مشاريع تكوين ومرافقة مهنية. وأضافت: “نحن مستعدون للمساهمة في تطوير مركز التكوين الفني للجيش الوطني بروصو، وجعله منصة متقدمة لتدريب وإعادة تأهيل الجنود السابقين.”
وفي ختام المقابلة، عبّرت جاكمين عن ثقتها في قدرة موريتانيا على مواصلة أداء دورها المحوري في محيط إقليمي مضطرب، مؤكدة أن الحلف سيواصل دعم هذه الشراكة “لأن استقرار الساحل يبدأ من نواكشوط”.
– تقدمي