خلال زيارته لموريتانيا، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في 27 أغسطس الماضي، عن اتفاق مع موريتانيا يسمح للأجانب بالهجرة إلى إسبانيا للعمل بشكل منتظم. وبعد الإعلان، بدأ تداول محتوى يقول إنه تم عرض 250 ألف وظيفة على موريتانيا أو أن سانشيز يريد جذب المهاجرين للتصويت له.

ويتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع موريتانيا بشأن الهجرة النظامية؛ تطوير برامج التشغيل وعروض العمل التي تستهدف العمال من البلد الإفريقي.

في وثيقة الاتفاقية، وفي البيان الصحفي  الذي صدر عن القصر الرئاسي في إسبانيا “مونكلوا”، وحتى في مذكرة وزارة الإدماج والهجرةأو تصريحات سانشيز بعد الاجتماع مع الرئيس الموريتاني، لم يذكر أنه سيتم منح 250 ألف منصب عمل لمواطني الدولة الموريتانية.

ويستند هذا الرقم، إلى بيان أدلت به وزيرة الإدماج والهجرة، إلما سايز، حيث أكدت أنه “من الضروري إدراج 250 ألف مهاجر كل عام من الآن وحتى عام 2050 للمساهمة في استدامة دولة الرفاه”.

وفيما يتعلق بإمكانية تصويت المهاجرين، ففي حالة الانتخابات العامة، “لا يحق التصويت إلا لمن يحمل الجنسية”، حسب منطوق القانون الإسباني.

وتشمل مجموعة الاتفاقيات الثنائية مع موريتانيا “الإدارة المشتركة والمنظمة لظاهرة الهجرة” وبالتالي جلب المهاجرين بانتظام إلى إسبانيا.

وشدد سانشيز، في تصريحات لوسائل الإعلام عقب لقائه بالرئيس الموريتاني، على ضرورة تعزيز “الصيغ التي تسمح بإدارة ظاهرة الهجرة بطريقة إنسانية وآمنة ومنظمة”.

كما يشمل الإتفاق، على التوقيع على “مذكرة تفاهم لتطوير نموذج الهجرة النظامية” و”الدائرية” بين البلدين، والهجرة الدائرية هي عملية قانونية تستهدف الأشخاص من بلدانهم الأصلية. وعلاوة على ذلك، تشير البيانات الحديثة حول هذا النوع من النظام في إسبانيا، إلى استفادة حوالي 20 ألف شخص سنويًا منه. كما يتضمن الاتفاق، التوقيع على “إعلان لتعزيز التعاون في المسائل الأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة”. و”محاربة المافيا التي تتاجر بالبشر”.

وفي بيان صحفي نشرته وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، يوم 28 أغسطس، تم تفصيل ذلك مع توقيع “مذكرة التفاهم حول الهجرة الدائرية، برامج اختيار العمال في الأصل”.

وتهدف الاتفاقية إلى خلق برامج هجرة دائرية تشمل “عروض عمل” تستهدف “البلدان التي وقعت معها إسبانيا اتفاقيات بشأن تنظيم وإدارة تدفقات الهجرة“، استفاد منها حتى الآن 20515 مهاجرا نظاميا، وهو مدرج أيضًا في ملف توضيحي نشره “مونكلوا”.

وسيتم أيضًا توقيع هذه الاتفاقيات مع السنغال وغامبيا، الدولتين اللتين كانتا ضمن جولة سانشيز الإفريقية. وتشكل الدول الإفريقية الثلاث، الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي في القارة، نقطة انطلاق لآلاف المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، بحثا عن مستقبل أفضل، عبر البحر، خاصة إلى أرخبيل جزر الكناري الإسباني. ومات في هذا الطريق الآلاف من الأشخاص في السنوات الأخيرة. وفي الفترة من 1 يناير إلى 15 أغسطس من العام الجاري، وصل 22304 مهاجرين إلى جزر الكناري مقابل 9864 في نفس الفترة من عام 2023، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 126%.

وفي بيانات مشتركة، التزمت إسبانيا لموريتانيا وغامبيا بتعزيز “الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية” وضمان “معاملة عادلة وإنسانية للمهاجرين”

. وبحسب مصدر من الرئاسة الإسبانية، تستضيف موريتانيا حاليا حوالي 200 ألف لاجئ من ضحايا عدم الاستقرار في منطقة الساحل، من بينهم العديد من الماليين الذين قد يهاجرون إلى جزر الكناري.