في قصر الرئاسة بالعاصمة نواكشوط، وبين أروقة المراسم الرسمية الهادئة، وقف السفير الصيني الجديد، تانغ جونغ دونغ، ليقدم أوراق اعتماده للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ويفتتح بذلك فصلاً دبلوماسيًا جديدًا في مسيرته الحافلة.
ولد تانغ جونغ دونغ في أغسطس عام 1965 في مقاطعة دونغلان بمنطقة قوانغشي ذات الحكم الذاتي جنوب الصين، من قومية “الهان”، الأغلبية الصينية. انضم إلى الحزب الشيوعي الصيني في يوليو 1997، وبدأ حياته المهنية مبكرًا في أكتوبر 1983، موظفًا ميدانيًا في مجال الشؤون العسكرية والإدارية المحلية، ليصعد بهدوء عبر سلسلة من المسؤوليات المتدرجة، شكّلت شخصيته القيادية وصلابته التنظيمية.
خدم تانغ في عدد من البلدات الصغيرة، حيث كان مسؤولًا عن الدفاع الشعبي، الشؤون العسكرية، والنظافة العامة، ومراقبة الأسواق، مما جعله قريبًا من هموم الناس وتفاصيل حياتهم اليومية. عرف بقدرته على تسيير الملفات المعقدة والتعامل مع التحديات بواقعية وصرامة تنظيمية، مما أهّله لاحقًا ليترأس قسم الدفاع الشعبي في بلدة أيدونغ، أحد أهم المناصب الميدانية في منطقته.
مع مرور الوقت، تميز تانغ بقدرته على التنسيق الفعال بين السلطات المحلية والجهات الحكومية المركزية في الصين، ما عزز مكانته في مجالات عدة، خاصة في الشؤون الدفاعية والإدارية.
العمل الدبلوماسي
انتقل تانغ إلى العمل في المجال الدبلوماسي، حيث شغل منصب سفير الصين لدى الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا بين عامي 2020 و2023. خلال هذه الفترة، قام بدور رئيسي في تعزيز العلاقات بين الصين والدول الإفريقية، وقاد العديد من المبادرات التي هدفت إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد، البنية التحتية، الطاقة المتجددة، والدعم التقني. كما لعب دورًا محوريًا في توسيع التبادلات الثقافية بين الصين والدول الإفريقية، حيث قام بتنسيق عدة مشاريع تنموية وتنظيم العديد من اللقاءات بين القادة السياسيين.
التكوين الأكاديمي
حصل السفير تانغ على دبلوم عالٍ أثناء الخدمة، وهو خريج جامعة الدراسات الدولية في بكين (BEIWAI)، حيث حصل على تعليم أكاديمي رفيع يساعده في فهم الثقافة الدولية والتوجهات الدبلوماسية الحديثة. هذه الخلفية الأكاديمية دعمت قدراته في التعامل مع القضايا الدبلوماسية المعقدة، وأعطته القدرة على تنسيق السياسات بين الصين والدول الإفريقية بفعالية.