انطلقت مساء أمس، في دار مؤتمر ألاك، فعاليات الذكرى السابعة والستين لمؤتمر ألاك التاريخي، بتنظيم من المنتدى الجهوي لمنظمات المجتمع المدني بولاية لبراكنه، تحت شعار: “مؤتمر ألاك.. ذاكرة تأسيس لحاضر موريتانيا موحدة”.

وافتتح التظاهرة الوالي المساعد لولاية لبراكنه، سيد محمد ولد عبد الله ولد البوناني، الذي أكد في كلمة بالمناسبة الأهمية التاريخية لهذا الحدث المفصلي، معتبراً إياه اللبنة الأساسية في مسار تأسيس الدولة الموريتانية، والخطوة التي مهدت لإعلان الاستقلال سنة 1960.

من جانبه، شدد عمدة بلدية ألاك، يوسف ولد الشيخ القاضي، على البعد الرمزي الوطني للمؤتمر، فيما دعت نائب رئيس جهة لبراكنه، ديجه منت احويبيب، إلى استلهام روح الوحدة التي جسدها الحدث، والذي جمع حينها أكثر من خمسة آلاف مشارك من مختلف ربوع الوطن.

وفي ذات السياق، دعا نائب مقاطعة ألاك، ألبو ولد أمود ولد كلاع، وزارة الثقافة إلى اعتماد مؤتمر ألاك مناسبة وطنية رسمية تُخلّد سنوياً، والعمل على إدراجه في المناهج التعليمية لما له من رمزية تأسيسية عميقة.

من جهته، عبر رئيس المنتدى الجهوي، لبات ولد محمد، عن امتنانه لكافة المساهمين في إنجاح هذه التظاهرة، بينما أكد عضو المنتدى، السيد عبد الرحمن ولد اصنيب، على دور المؤتمر في ترسيخ المواطنة وتعزيز الوحدة الوطنية.

كما أشادت السيدة النجاة منت الشيخ محمد القاظي، ممثلة النساء في المنتدى، بمشاركة المرأة في إنجاح الفعالية، مؤكدةً دورها الحيوي في البناء الوطني.

وقد جرت الفعاليات بحضور عدد من المسؤولين المحليين والمنتخبين والأطر، إلى جانب جمهور واسع من سكان المدينة وأعضاء المجتمع المدني.

وانعقد مؤتمر ألاك لأول مرة عام 1957 في مدينة ألاك، وسط موريتانيا، في فترة حاسمة من تاريخ البلاد. وقد شكّل المؤتمر منصة جمعت ممثلين عن مختلف الجهات والنخب الوطنية، في محاولة لتوحيد الرؤية حول مستقبل موريتانيا، في ظل الجدل القائم آنذاك حول الاستقلال والهوية والانتماء الإقليمي.

وقد أفضى المؤتمر إلى بلورة مشروع وطني موحد، أفضى لاحقاً إلى تأسيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية سنة 1960. ويُعد المؤتمر أحد أبرز مظاهر النضج السياسي المبكر في البلاد، إذ ساهم في ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، والتفاهم بين مكونات الشعب الموريتاني.