#حديث_الجمعة
مِن الكرامات المأثورة والخوارق المذكورة قصة ولي الله أحمدْ بَـزَيدْ بن يعقوب مع بناته وأخواته اللواتي سألهن بما يكون عشاؤهن ذات سَفَر، فطلبت كل واحدة منهن ما ليس بالمُتناول ظاهرةً، إلا أن يقين والدهنَ وصلاحَه جعلاه لا يستبعد جودَ من أمره بين الكاف والنون، فبالفعل حضر ما طلبن. لقد نظم هذه الكرامة لمرابط امحمَّدْ بن أحمدْ يُورَ في قطعة من الشعر الحَسَّاني يقول فيها :
نَنْظمْ لَغْلَ غِيدْ التَّشْهَارْ
أخبارْ أصْحِيحَ مَنْ لَخْبَارْ
بَزَيْدْ امْشَ وَاعَدْ گَـنَّارْ
هُوَّ وَامْناتُ وَاخْواتُ
باتُ فبْلَدْ مَا فِيهْ أَعْمارْ
غَيْرْ ألاَّ مَنْ كيفَنْ باتُ
گَــالِلْهُمْ يَغِيدْ الْخِيَّارْ
بَّـــاشْ اللَّيْــلَ تِـقْتَـــاتُ
گَالَتْ وَحْدَ كِسْكِسْ يِنْدَارْ
عَنْدَكْ يَوَالِدْنَ هَاتُ
أُگَالَتْ وَحْدَ وَلْبَنْ لَحْجَارْ
الرَّغْوَ فَوْگُ حَلَّاتُ
أُگَالتْ وَحْدَ دَيْرَ مَنْ دَارْ
نِصْرَانِ هَكْ أَبْدَيْرَاتُ
أُبَزَيْدْ ألاَّ سَاكتْ مَزَّارْ
فَوْرَادُ هُومَ وَصْلَاةُ
وَكْتَنْ مَسْ اللَّيْلْ اِسْتَدْبَارْ
أُفَاتُ يَاسَرْ مِنْ ساعَاتُ
جَاهُمْ هَاذَ بَمَرْ القَهَّارْ
أَسْكِ بَزَيْدْ أُحَلَاتُ
وأحمد بَزَيدْ هو جدُّ قبيلة الكرم والعلم والصلاح “أهلْ بارِكَلَّل”، تُوفى عام ألف وخمسين للهجرة، وهو دفينُ “تمغَرْتْ” الواقعة على بعد ثمانين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من نواكشوط، وفيها يقول لمرابط امحمَّدْ في كتابه “إخبار الأحبارْ بأخبار الآبارْ” : (( تَمْغَرْتْ : وهيَ بالعربية المرأة المُسِنَّةُ والسيدةُ، سُمِيَت بذلكَ لِقِدَمِها. وبها قبرُ ولي الله أحْمَدْ أبِي زَيْدْ بن يعقوبْ ذِي الخوارق الباهرة والكرامات الظاهرة)).
وقد كانت لأحمد بزَيدْ وابن خالته بابَ أحمدْ بن يعقوبْ نَـلَّل الدَّيمانيُّ ويندكسعد التاشديبيتي مناظرة مشهورةٌ مع العروسي كان فيها للثلاثة مِن الظَّفَر ما كان. ووالدتا أحمد بزيدْ وبابَ أحمدْ هُكاريتان نسبة إلي قبيلة لِهواكيرْ، ومما يُقال في الإشادة بمَن أنجَبَتَا :
الهكاريات، خلاو لِعجبْ، خلَّاوْ بزيدْ، أباب أحمد …
قبل سنوات، قام الأخوالُ الكرامُ أهل باركَلَّ بحفرِ تمغرتْ (المُسِنة) مدفنِ أحد أبرز أولياءِ وصالحي المنكب البرزَخِي، فكان ذلك مناسبة للترحيب بصنيعهم نظماً ونثراً. ومِن ذلك قول الأستاذُ امحمَّدْ بن شَمَّادْ بن أحمدْ يُورَ :
سلامٌ على الأخوالِ أهلِ “المُسِنَّةِ”
سلامٌ على أهلِ الندَى والأسِنَّـةِ
سلامٌ على أبناءِ قُطْبِ زمانِه
“على النهر من ثوبان نفسِيَ حنتِ”
لعمركَ ما حفرُ المُسِنَّـةِ بدعةً
وليسَ بِمندُوبِ وليس بِسُنَّـةِ
ولكنما حفرُ المُسِنَّةِ واجبٌ
على سُنَّةٍ لِلصَّالحينَ مُسِنَّةِ
جمعتكم مباركة.
عز الدين بن ڭراي بن أحمد يورَ