قال الصحفي المهتم بالشأن السياسي سلطان البان إن التعيينات الحكومية عادة ما تأتي لتعويض نقص في قدرة أحد القطاعات أو لضخ دماء جديدة داخل الحكومة أو في هيكلتها، كما حدث مؤخراً من خلال تقسيم بعض القطاعات، لكن ما يحدث الآن – حسب تعبيره – هو مجرد تغييرات صورية لا تستهدف الكادر بشكل كبير.
وأضاف في تصريح لقناة TTV أن التغييرات التي حدثت في رؤساء المجالس لا تتعلق بما يبحث عنه المواطن، مشيراً إلى أن الحكومة تحاول من خلالها إزالة الإشكالات المتعلقة بالركود وإعطاء دفعة جديدة، كما هو الحال في مؤسسة خدمات الجامعة التي كانت تعاني من بعض الفتور، مضيفاً أن لهذه التغييرات بُعداً آخر يتعلق بالتوازن بين الجهات والقبائل.
وحول الأثر المتوقع للتعيينات، قال البان إن الواقع يشهد تراجعاً في الخدمات، موضحاً أن المواطن لا يهتم بما يتداول في مجلس الوزراء بقدر ما يعنيه توفر الماء والكهرباء والصحة والخدمات المدنية، مؤكداً أن سوء اختيار الأوجه المناسبة ينعكس سلباً على الواقع.
وفي حديثه عن الحكومة الحالية، قال إن هناك توجهاً لحل بعض المشاكل منذ تولي الوزير الأول المختار ولد اجاي، تمثل في توقيف وإقالة عدد من المسؤولين، لكنها تبقى محاولات لا تستجيب لتطلعات الشارع الموريتاني، خصوصاً في ما يتعلق بالموازنة بين الكفاءات العلمية والمهنية والشبابية.
وانتقد البان استمرار سيطرة طيف كبير من المتقاعدين على الوظائف العمومية رغم خروجهم من الخدمة، مشيراً إلى وجود بطالة مقنعة في البلاد، داعياً إلى تفعيل البعد القانوني ووضع معايير واضحة للتعيين في المؤسسات، خاصة الحكومية، مع ضرورة تطبيق قانون التقاعد والتخلي عن فكرة إلزامية كل قطاع معين بشخصيات بعينها.