#حديث_الجمعة
جمعَ العلامة محمد فال “بَبَّها” بن محمذن بن أحمد بن العاقل بعضَ الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، في كتاب يقع في نحو ثلاثين صفحة مِن الحجم وبالخط المتوسطَين، سمَّاه “نفحة الياسمين في الصلاة على النبي الهادي الأمين”، وقد افتتَحها واختتَمها بالصلاة الإبراهيمية التي هي أصح الصلوات إسناداً لرسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وقد قام لمرابط امحمدْ بن أحمد يُورَ بالتقديم لهذه الصلوات التي جمعها شيخُه وعمّه، فقال :
“يقولُ الجامع للشُّرَّدْ، والمجموع في صورة المُفرَدْ، جيلم الظلام، وعيلم الأعلام ْ، شيخنا محمد فال بن محمذ بن أحمد بن محمد العاقل متعنا الله بأيامهْ، ونجانا ببركته من السعير وأُيَامِهْ، وهذه الصلوات المذهبةُ والدعوات المُهذبةُ ليس يزري بسامعها ولو افتياتا على جامعها أن يسميها “فرائد الذهب و ذوائد اللهب”.
وبين الافتتاح والاختتام، تضم “نفحةُ الياسمين” نحوَ مائة وثلاثين صلاةًَ، مُفعمة بالأدعية الساطعة والسيرة النافعة، هذه إحداها:
“اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها و ما لم أعلم، وأسألك بسم الله العظيم الأعظم المصون المكنون الطاهر المطهر الحي القيوم الرحمن الرحيم ذي الجلال والإكرام، وأسألك اللهم باسمك الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجَبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحِمت، وإذا استفرجت به فرجت، وأسألك بسم الله الرحمن الرحيم الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووِجلت منه القلوب، وأسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كفؤا أحد أن تصلى وتسلم على عين الرحمة العظمى و مصباح الكون الأسمى ثمرة شجرة الوجودْ وطود تجليات الودودْ، الراتق ما انفتقْ الفاتق ما ارتتقْ، الفاتح الخاتم الرسول الحاتم ربيع قلوب الأحياء وسراج ملاحد الأمواتْ، المتنره بصره وبصيرته في رياض الأسماء والصفاتْ، مقر الأسرار ومهبط الأنوار وبركة البركاتْ، ورحمة الرحمات المحبو بالمعية الإلهية من اتبعه وآوى إليه إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي الأبطحي الزمزمي، الذي أبرزت طلعته الأحمدية من بركة أنوارك الأحدية، فدلت على جمال الذات العلي لما أودعت فيها من المحاسن البهية، ودلت على وحدة الذات دلالة ما دلتها الآثارْ، لما اشتملت عليه من الحكم وعجائب الأسرارْ، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نارْ، ثم سقيت أعضاء ذاته الشريفة بأنوارك الرحمانية، فانفهقت لذلك أبواب الجنة الثمانية، وعلمت عجز خلقك عن مشاهدة مالك من الكبرياء والجلال فأقمته واسطة بينك وبينهم بعد أن ألبسته ملابس البسط والرأفة والجمالْ، فبلغهم وحيك إيمانا وإسلاما وإحسانا بعد أن شق الأمين روح القدس صدره وأفرغ فيه طستا من ذهب ممتلئا حكمة وإيمانا، ثم جعلت السكينة لباسه، والتقوى ضميره، والحكمة معقوله، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو و المعروف خلُقَه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، و الإسلام ملته، وأحمد اسمه، فهديت به بعد الضلالة، وعلَّمت به بعد الجهالة، ورفعت به بعد الخمالة، وأسْمَيت به بعد النكرة، وكثرت به بعد القلة، وأغنيت به بعد العَيلة، وجمعت به بعد الفرقة، وألفت به بين قلوب مختلفة ،و أهواء متشتتة، وأمم متفرقة، وجعلت أمته خير أمة أخرجت للناس، وكفيته وهديته وأيدته وعصمته وصليت عليه، وأمرتنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وعلى أخيه جبريل أمين الله، وعلى أبيه آدم صفوة الله، وعلى أبيه نوح نجي الله، وعلى أبيه إبراهيم خليل الله، وعلى أخيه موسى كليم الله، وعلى أخيه عيسى روح الله، وصلى الله وسلم على جميع أخوانه من النبيئين والمرسلين، وعلى جميع الملائكة المقربين، وعلى آله الأكرمين، وأصحابه الطيبين الطاهرينْ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدينْ، صلاة دائمة بدوام ملك الله عدد ما في علم اللهْ”.
جمعة مباركة
عز الدين بن ڭراي بن أحمد يورَ