لفتت صورة الاجتماع الذي عقده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مع ولاة الولايات الموريتانية، الانتباه لضعف تمثيل النساء في الإدارة الإقليمية، حيث ظهرت والية واحدة فقط من بين 15 والياً. وهي صورة تناضل المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني لمحوها باعتبارها انعكاساً لقصور في تمكين المرأة الموريتانية من الوصول إلى دوائر صنع القرار.
الوالية الوحيدة التي شاركت في الاجتماع هي أطفيلة بنت حادن، المولودة سنة 1985 في نواكشوط. وهي إدارية وأكاديمية ، تشغل حالياً منصب والية نواكشوط الشمالية، وتُعد من الوجوه النسائية البارزة في الإدارة الموريتانية.
تحمل بنت حادن شهادة دكتوراه في علوم وتقنيات الهندسة والتنمية المستدامة، تخصص معالجة المياه، حصلت عليها سنة 2016 من جامعة الحسن الثاني بالمغرب، كما تخرجت من المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء سنة 2014 كإدارية مدنية.
شغلت خلال مسيرتها المهنية عدة مناصب سامية، حيث عملت أستاذة متعاونة في كلية العلوم والتقنيات بين 2011 و2018، درست خلالها تقنيات تحليل المياه، كما درّست مقررات في المدرسة الوطنية متعددة التخصصات تتعلق بتسيير البيئة والتنمية المستديمة.
بدأت مشوارها في وزارة الداخلية سنة 2015 كرئيسة لمصلحة الترجمة في ديوان الوزير، ثم عينت سنة 2019 مديرة للتعاون والدراسات والبرمجة بنفس الوزارة، وانتخبت عام 2018 نائبة لرئيس المجلس الجهوي لولاية اترارزة.
في مارس 2022 تم تعيين اطفيله أول مرة كوالية لإنشيري، قبل أن تُنقل في سبتمبر من نفس العام لتشغل منصبها الحالي كوالية لنواكشوط الشمالية.
يُنظر إلى بنت حادن كنموذج للمرأة الموريتانية القادرة على القيادة، لكن استمرار ضعف تمثيل النساء في مثل هذه المناصب يفتح المجال أمام دعوات متزايدة لتحقيق المساواة وتعزيز الحضور النسائي في مفاصل الدولة.