شيءٌ مِن التواصل …

دائماً ما يستوقفني ويستدعينِي ذلكَ الشعرُ الذي جاءَ نابِعاً مِن مادة الشعرِ التي لمْ يُخالِطها شيءٌ مِن غيرها، ذلكَ القريضُ الخالِي مِن الأسلوبِ النثريِّ العادي والمُتجافِي عن العالَمية والمدرسيةِ …

وقفتُ قبل أيامٍ على نصٍ مِن تلكَ الفئة كان قاله الأخُ الصحفي الشهيرْ والكاتبُ الأثيرْ والشاعر الكبيرْ : حَنَفِي بن دَهَاهْ بمناسبة مرور عام على غِيابِ السياسي المُخضرم محمد المصطفى بن بدر الدين رحمة الله عليه …

يقول “حَنَفِي” في ذلكَ النص الذي جاءَت أبياتُه من الأول للآخر على وثيرَةٍ واحدة ونسَقٍ واحد :

غاب بدر البدور ماذا دهانا

يا رفاقي، مُذ غاب بدر البدور؟!

لا زئيرُ الليث الهصور يُدَوّي

و كأنْ مات كل ليثٍ هَصُورِ

و سيوفُ النضال ما عاد فيها

لِثُغور الإقطاع قطعُ نُحُورِ

لم يَعُدْ للكفاح صوتٌ، وأضحى

بعد بدر القبور صمتُ القُبورِ

مَنْ لِجَبْر الكسير يسعى إذا ما

عزّ بين العفاة جبر الكسور

من لِعزّ العباد قاد المذاكى

مُسْرَجاتٍ على تخوم الثغور

بِفؤادٍ كأنه مِن حديدٍ

وبِعَقْلٍ كأنه مِنْ نُورِ

طابق الحالَ والمقالَ و ساوتْ

منه ذاتُ الفعال ذاتَ الصدور

أيها الكادح الجَسور، عبرنا

فوق بحر الرؤى جميع الجسور

فإذا فِكْرُكَ الذي امْتَدَّ نُوراً

أبَدِيَّ الضياء جِسرُ العُبور

فسلامٌ عليك، قصة مجدٍ

سوف تبقى حديثَ كل العصور

وسلامٌ عليك عقدَ نضارٍ

تتحلّى به نُحُورُ الدهور

ولتنَمْ يا رفيق هادئ بالٍ

في الفراديس، عند ربٍ غفور

في الفترة الأخيرة كانَ لي تواصلٌ غيرُ مُباشر مع الأخ/ حنَفِي بواسطة وفضل الأخ والزميل الفاضل : سيدي بن مُحَمْدِي بن الطَّالِبْ، فكانَ ما استدعَى مني له التحية التالية :

هَلْ في صحافةِ هذا القُطْرِ مِن صَحَفِي

تصبُو إليهِ كما تصبُو إلى “حَنَفِي”؟

إذا خليلٌ أتى عن ذاكَ يسألني

كان الجوابُ لهُ : بِاللامِ والأَلِفِ

نَدبٌ بهِ شرفُ الأجْدادِ مُؤْتَلِقٌ

يا حبَّذَا شَرَفُ الأجْدادِ مِن شَرَفِ

طابَ يومُكم.

عز الدين بن ڭراي بن أحمد يورَ