لم يعد سرا على مايبدو إتجاه المملكة المغربية إلي محاولة إسعاف كيان مجموعة ” ج 5 ” ونفخ الروح من جديد في خارطة جسد بعض دول المجموعة المتهالكة والموجوعة بسلسلة انقلابات وإضطرابات سياسية وإجتماعية وإقتصادية تقودلتفكك إطار روابط المجموعة .
تحاول المغرب إلتقاط لحظة التفكك هذه وتجميعها في سياق مبادرة أعلن عنها العاهل المغربي في ذكري المسيرة الخضراء أساسها المعلن يتمركز حول الإقتصاد وشراكة تنموية رابحة بين المغرب ودول الساحل
هذا الأساس المعلن يتم في سياقه البناء على أركان لم تعلن بمافيه الكفاية ومنها رغبة المغرب في فتح نافذة أطلسية للتجارة مع دول الساحل الافريقي وسعي المملكة الحثيث للعب دور القنطرة في جسر التبادل التجاري بين إفريقيا والفضاء الأوروبي والامريكي
لايخفي أيضاً السعي المغربي لدمج موانئ الجنوب في دورة الإقتصاد الافريقي ومايترتب على ذلك من نتائج سياسية تؤكد مغاربية تلك الاقاليم
“وهو ماأثار حفيظة جبهة البوليساريو التي صدر عنها بيان شديد للهجة يحذر من خطورة التوجه المغربي على أمن المنطقة “
وباالعودة إلي الأركان المؤسسة للرؤية المغربية غير المعلنه بما فيه الكفاية فإن المغرب الذي إستطاع أن يقدم نفسه كشريك ” ناضج ” للمنظومة الأوروبية يعمل على إقناع الأوروبين والامريكيين بقدرته على لعب دور ” البديل الناعم ” لشغل الفراغ الفرنسي داخل دوائر صنع القرار في بعض دول الساحل
ولتقريب الصورة أكثر عبر مثال صغير فإن شغل المغرب فراغ فرنسا في هذه الدول قد يشبه إستحواذمجموعة إفريقيا (آكوا) المغربية القابضة على شركة توتال موريتانيا التابعة لمجموعة توتال الفرنسية
وباالعودة إلي أركان الأهداف المؤسسة للرؤية المغربية غير المعلنه بما فيه الكفاية فإن إعلان فتح المغرب واجهته الأطلسية لدول الساحل والصحراء التي تضم النيحر والتشاد وبوركينفاسو ومالي قد يحمل مايشبه الرد على طريق الجزائر موريتانيا قيد الإكتمال والخشية من تحوله إلي معبر تجاري متوازي ومنافس لمعبر الݣركرات ….
وقد يتبادر إلي الذهن السؤال التالي أين موريتانيا من كل هذا؟التي لانبالغ حين نقول إنها المعني الأول بما يدور حولها من تطوارات ؟
لاشك أن “موريتانيا الحائرة ” في سياق التغييرات الدراماتيكية في المنطقة تحاول الخروج بأقل الخسائر وتحاشي دفع ثمن الإصطفاف في الجوار وفي المنطقة والمحافظة على التمسك بحالة حياد إيجابي حذر يشبه في صعوبته المشي على حبل السرك بما يقتضيه من سرعة في الحركة وحساب الخطوات بدقة
لكن حين يصل ” الزرݣ افام لخيام ” باالتعبير الحساني الذي يرمز إلي إقتراب الخطر فإن من الجيد الإنتباه لطبيعة التموقع عبر خيارات جديدة
منها البحث عن أوراق لتعزيز خيار الحياد الإيجابي من خلال العمل على ورقة رابح رابح بما يجنب مصالح البلد السياسية و الإقتصادية الحيوية ماقد يترتب على السناريوهات القادمة
والعمل على إعادة ضبط ساعة التوازن مع فرقاء الجوار وفق توقيت يناسب موريتانيا وموقعها الجغرافي ومصالحها الحيوية
وهو أمر سيتطلب من موريتانيا مراجعة شاملة لتموقعها في المنطقة وتطوير أساليب التعامل مع الجوار المغاربي والإفريقي وتقوية جبهتها الداخلية للتعامل مع واقع ومتغيرات خارجية غير تقليدية ستشهدها المنطقة
فهذا البلد الذي يصفه المحللون الاوربيون بعبارة ” الناحي الوحيد ” من حمي إضطرابات منطقة الساحل سيحتاج دون شك إلي قياس حدود الأمان ومكامن الخطر و إتخاذ القرار المناسب قبل أن يتحول الحياد الإجابي إلي حالة حياد سلبي ومقاعد شاغرة