صرح وزير التجهيز والنقل الموريتاني محمدو ولد امحيميد أن وتيرة الأشغال في المحور الطرقي ألاگ-بوتلميت تسير بشكل غير مقبول، وأكد على أن الشركات المنفذة ملزمة بالتسريع من مستوى التنفيذ، مضيفا أنه ستكون هناك صرامة في متابعة إنجاز هذا الطريق وأن جميع الترتيبات التعاقدية سيتم تنفيذها بكل صرامة ومن دون محاباة، علاوة على ذلك سيتخذ القطاع كافة الإجراءات اللازمة في حالة ظهور تقصير من طرف هذه الشركات، حيث سيتم تطبيق المخالفات فور صدور نتائج تقييم الإدارة.
معطيات عامة عن المشروع
يبلغ طول هذا المحور الطرقي 112كم، موزعة على مقطعين؛ الأول يبدأ من مدينة بوتليميت، وينتهي عند قرية آجوير، وتتولى تنفيذ الأشغال فيه شركة ATTM التابعة للدولة، والمقطع الثاني يبدأ من قرية آجوير انتهاء بمدينة ألاگ، وتتولى تنفيذ أشغاله شركة GTM، الخصوصية.
وكان الوزير الأول السابق اسماعيل ولد الشيخ سيديا قد أعطى إشارة إنطلاق الأشغال في هذا المحور، في 9 من دجمبر 2019، أي قبل سنة ونصف تقريبا من الآن، وكان من المقرر حينها، أن تنتهي الأشغال في حدود 30 شهرا، أي في 9 من شهر يونيو 2022.
ويقدر الغلاف المالي المخصص لهذا المشروع بـ1 مليار و 310 مليون أوقية جديدة، إضافة إلى قرض ضريبي قيمته 250 مليون أوقية جديدة بتمويل كلي من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
أين وصلت الأشغال؟
بحسب المسافرين الذين يسلكون هذه الطريق بشكل يومي، فإن هذه الأشغال لم تتقدم بشكل فعلي لحد الساعة، ولا تزال متأخرة بشكل كبير، قياسا بالفترة التي مرت منذ إنطلاقها.
مع أن الوزير الأول محمد ولد بلال قد أكد سابقا لمنسقي المشاريع الممولة خارجيا في موريتانيا أن وضع عملهم الحالي غير مقبول، في ظل التسهيلات الإدارية والإجرائية، التي تتمتع بها هذه المشاريع، إضافة إلى الوسائل الوسائل المتاحة لإنجازها.
ويبقى السؤال المطروح: لماذا تأخرت الأشغال في هذا المحور الطرقي، الذي يعتبر الأهم في البلاد، من حيث عدد المسافرين، حيث يربط العاصمة نواكشوط بسبع ولايات داخلية.
وحسب مراقبين فإن احدى الشركات التي عهد اليها بتنفيذ جزء من المشروع وهي شركة GTM، وهي مملوكة لرجال الأعمال المقرب من الرئيس السابق الشيباني ولد ودادي، هذه الشركة عرف عنها التأخر في تنفيذ المشاريع، وقد واجهت مشاكل كثيرة مع حكومة يحي ولد حدمين بسبب تأخر تنفيذ بعض المشاريع حينها.
وحسب معلومات حصلت عليها تقدمي فإن ولد ودادي يتقاسم العمل في هذا المشروع مع رجل الأعمال القاسم ولد الديه وكانت تجمعه علاقة مصاهرة مع الرئيس الحالي.
وقد اتصلت تقدمي برجل الأعمال الشيباني ولد ودادي، حيث قال إنه ليس لديه ما يضيفه في الموضوع، وأن الأشغال في المشروع مضت منها 8 أشهر والمدة 30 شهرا، وأن العمل سينتهي قبل الوقت المحدد.
هذا وينتظر الشارع الموريتاني ويترقب انتهاء الاشغال في اصعب مقطع من اهم طريق في البلاد، ويتسائل هل هناك أمل جديد بالاصلاح؟، وهل ستتم معاقبة الشركات التي لم تفي بالتزاماتها؟، أم أن الوضع سيظل على ما كان عليه؟.