نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تحقيقا حول قارب غادر سواحل موريتانيا في بداية عام 2021، وجرفته أمواج المحيط الأطلسي نحو بحر الكاريبي، وقضى على متنه عشرات المهاجرين.
وقالت الوكالة إن صيادين من توبوغا اكتشفوا في 28 مايو 2021، وجود قارب على متنه أكثر من 10 جثث متحللة، دون أن يحددوا من أين أتى أو كيف وصل إلى هناك.
وأضافت الوكالة إنه على مدى ما يقارب العامين، جمعت معلومات من ثلاث قارات، لكشف قصة هذا القارب، والجثث التي وجدت على متنه.
وأشارت إلى أن القارب تم تسجيله في موريتانيا، كما تم العثور على أدلة تبين أن طريقة صنع القارب ولونه، مطابقة تماما لـ”الزورق الموريتاني النموذجي”.
وأكدت الوكالة أن تحقيقها تضمن مقابلات مع العشرات من الأقارب والأصدقاء والمسؤولين وخبراء الطب الشرعي، بالإضافة إلى وثائق الشرطة واختبار الحمض النووي.
ولفتت إلى أن نحو 43 شابًا من موريتانيا ومالي والسنغال وربما دول أخرى في غرب إفريقيا، كانو على متن القارب، مضيفة أنها تمكنت من تحديد هويات 33 منهم.
وقالت الوكالة إن السلطات في ترينيداد وتوباغو، تمكنت من إخراج 14 جثة كانت على متن القارب، إضافة إلى ثلاث جماجم وعظام كبيرة وبعض البقايا الأخرى، كما عثرت الشرطة على ستة هواتف خلوية متآكلة تحمل بطاقات SIM من مالي وموريتانيا، استخرجت وحدة الجرائم الإلكترونية في توباغو قائمة جهات اتصال من إحدى البطاقات، وأرسلت الأرقام إلى وزارة الخارجية التي تواصلت عدة مرات مع حكومة موريتانيا.
ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية في ترينيداد وتوباغو، قولها إنها لم تحصل على أي إجابة من الحكومة الموريتانية، وأضافت أن وزارة الخارجية الموريتانية لم ترد كذلك على المكالمات الهاتفية أو الطلبات المتكررة للتعليق عبر البريد الإلكتروني من وكالة “أسوشييتد برس”.
ومن بين الضحايا الذين تم تحديد هويتهم، شاب موريتاني يدعى سليمان سوماري، سائق سيارة أجرة من سيليبابي في جنوب موريتانيا. وتقول وكالة “أسوشييتد برس” إنها سافرت إلى سيليبابي، وتحدثت إلى عشرات من الأقارب والأصدقاء لفهم القضية.
وأفادت الوكالة نقلا عن السكان، أن سليمان فُقد في عام 2020 مع عشرات الشبان الآخرين من القرى المجاورة، كانوا قد غادروا نواذيبو على متن قارب يحمل 43 شخصًا إلى جزر الكناري ليلة 12 يناير 2021، وهو نفس القارب الذي عثر عليه في توباغو.