قالت وكالة رويترز في تقرير حديث لها إن أوكرانيا جعلت من موريتانيا، الواقعة على الطرف الغربي الجاف من القارة الإفريقية، محطة غير متوقعة في سعيها لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في إفريقيا، وذلك من خلال فتح سفارة جديدة في نواكشوط وتقديم مساعدات غذائية للاجئين الماليين.

وأفاد التقرير، الذي أعدته الصحفيتان جيسيكا دوناتي وأولينا هارماش، أن السفارة الأوكرانية في موريتانيا، والتي افتتحت في مايو 2024، أشرفت على إيصال ثلاث شحنات من المساعدات الغذائية بلغت حوالي 1400 طن، إلى مخيم “امبرة” الواقع شرق البلاد، والذي يُعدّ أكبر مخيم لاجئين في غرب إفريقيا، ويؤوي حوالي 250 ألف لاجئ، معظمهم من الفارين من النزاع في مالي.

وأكد رومان سيريدا، القائم بالأعمال الأوكراني في نواكشوط، أن بلاده تسعى إلى تأكيد دورها كضامن للأمن الغذائي العالمي، ومنع موسكو من استخدام الغذاء كسلاح سياسي، في وقت تواصل فيه روسيا تعزيز حضورها العسكري والتجاري في منطقة الساحل، بحسب التقرير.

ووفقاً للمبعوث الأوكراني الخاص لإفريقيا ماكسيم سوبخ، فإن أوكرانيا عرضت أيضاً تدريب عناصر من الجيش الموريتاني، في ظل تصاعد التوتر بين نواكشوط وباماكو، حيث تدعم موسكو القوات الحكومية المالية. وأوضح أن كييف سبق وأن قدمت تدريبات مشابهة قبل الغزو الروسي في 2022.

ويأتي هذا في إطار إستراتيجية أوكرانية جديدة تسعى إلى كسب دعم القارة الإفريقية في صراعها مع روسيا، خاصة في ظل حياد عدد من الدول الإفريقية في الأمم المتحدة، بحسب التقرير الذي استند إلى مقابلات مع أربعة مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى، ودبلوماسيين غربيين، ومسؤولين في وكالات إغاثة.