يُعرف الفنان الأرجنتيني المقيم في إسبانيا، إميليانو ماتيسانز، بأنه أحد المبدعين الذين جعلوا من إعادة تدوير المواد وسيلة لإدخال البهجة على وجوه مئات الأطفال حول العالم، من بينها موريتانيا وعدة دول إفريقية وآسيوية مثل السنغال، المغرب، نيبال، وسيراليون.
نشأت موهبة ماتيسانز في بيئة فنية، حيث كان والده – وهو نحات، رسام، حداد وخزاف – قد استقر في جزيرة مايوركا عندما كان إميليانو في الرابعة من عمره. ومنذ طفولته، كان يقضي العطلات الصيفية في ورشة والده، حيث تعلم حرفة صناعة الألعاب باستخدام الخردة والمواد المعاد تدويرها.
بعد بلوغه سن الرشد، استقر ماتيسانز في إسبانيا متنقلًا بين مدريد وأستورياس، قبل أن يعود إلى مايوركا ليُكرّس حياته لإبداع ألعاب مبتكرة تدمج الفن والاستدامة البيئية. قبل ذلك، كان قد مارس رياضة الكرة الطائرة وعمل لفترة قصيرة كعارض أزياء، لكنه وجد في صناعة الألعاب رسالته الحقيقية.
أسس ماتيسانز منظمة “ليلا جويغوس ريسيكلادوس” (Lîla Juegos Reciclados)، التي تُدير مشاريع متنوعة لصناعة ألعاب في المدارس والمجتمعات الفقيرة، لا سيما في موريتانيا وأفريقيا. وقد ساعدته هذه المبادرة على بناء ورش تدريبية لتعليم الشباب الحرف اليدوية، كما شارك في مهرجانات وفنون مسرحية للأطفال.
يذكر ماتيسانز كيف بدأت رحلته إلى أفريقيا عندما تواصل معه مدرس في غامبيا، طالبًا منه بناء ألعاب من المواد المعاد تدويرها لمدرسته، مما دفعه إلى تنظيم حملات جمع تبرعات والسفر إلى هناك مع فريقه محملين بالألعاب والأدوات. منذ ذلك الحين، طافت مشاريعه القارة الإفريقية، فشملت موريتانيا، المغرب، السنغال، غامبيا، وسيراليون.
يقول ماتيسانز معبراً عن سعادته الحقيقية: “لا شيء في الحياة أفضل من رؤية الأطفال سعداء”. كما رافق ابنه الأكبر في بعض رحلاته الإنسانية، حيث شهد الاثنان ظروف الحياة الصعبة في القرى الأفريقية ونيبال، مما زاد إيمانه بأهمية العمل الإنساني من خلال الفن.
تستمر منظمة “ليلا جويغوس ريسيكلادوس” في جهودها، مدعومة بالتبرعات والفعاليات التي تُقام لجمع التمويل، مع خطط مستقبلية لتوسيع المشاريع إلى مؤسسات رعاية الأطفال الصم في السنغال وغيرها.
📍 المصدر: الصحيفة الإسبانية “El Español” – تقرير بقلم فيرونيكا فرنانديز.