أكد أحمد فال ولد محمدن، مستشار وزير الطاقة والنفط، أن موريتانيا تعيش لحظة حاسمة وفارقة في تاريخها الطاقوي، بعد تصدير الشحنة الثانية من غاز مشروع “السلحفاة آحميم الكبير”، والذي يُطوّر منذ أكثر من عقدين.
وفي مقابلة مع قناة TTV، قال ولد محمدن إن الرئيس الموريتاني تنقّل شخصيًا إلى موقع المشروع رفقة نظيره السنغالي، في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز. وأضاف “كافة التحديات التقنية أصبحت وراءنا، وموريتانيا تحتفي اليوم بدخولها رسميًا نادي الدول المصدرة للنفط والغاز”.
وأشار المستشار إلى أن المشروع يقع في منطقة بحرية عميقة تبعد 3000 متر عن سطح الماء و2000 متر عن اليابسة، وقد تم تطويره على ثلاث مراحل منذ اكتشافه عام 2015، وتنتج المرحلة الأولى 2.5 مليون طن سنويًا، على أن تتضاعف الكميات في المرحلتين الثانية والثالثة.
وتحدث ولد محمدن عن الخبرة التي راكمتها موريتانيا منذ اكتشاف حقل شنقيط عام 2000، مؤكدًا أن الفرق الفنية الوطنية كانت حاضرة بفعالية في النقاشات المعمقة مع شركة “بي بي” البريطانية، وأن البلاد تمكنت من تسيير المشروع بالشراكة مع السنغال.
وفيما يتعلق بحادثة تسرب الغاز الأخيرة، شدد المستشار على أن موريتانيا أدارت الأزمة بالكامل، حيث تم استقدام طائرة “أنتنوف” العملاقة و27 مهندسًا دوليًا إلى نواكشوط، وتمت تعبئة موارد كبيرة للتعامل مع الحادث، ما يبرز قدرة الدولة على القيادة الفنية للمشروع.
وختم ولد محمدن بالتأكيد على أن عوائد المشروع بدأت تظهر حتى قبل انطلاق الإنتاج، من خلال تشغيل اليد العاملة الوطنية، واستيراد معدات المنصة، وحركة السفن في ميناء نواكشوط، معتبرًا أن هذه الديناميكية الاقتصادية تمثل مكسبًا حقيقيًا للبلاد.