في ظل الجدل الدائر خلال الأسابيع الماضية بشأن ترحيل مهاجرين غير نظاميين من موريتانيا، نشرت الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية) شهادات إيجابية لمقيمين أجانب في البلاد، أشادوا فيها بما وصفوه بـ”حسن المعاملة وتكافؤ الفرص”، وذلك في محاولة واضحة لتقديم رواية مغايرة للاتهامات المتداولة حول ظروف الترحيل وسوء المعاملة.
وجاءت هذه التصريحات في مقابلات أجراها مراسلو الوكالة مع مقيمين من دول أفريقية عدة، بينهم السنغال ومالي ومصر، عبروا فيها عن ارتياحهم للإقامة في موريتانيا، مؤكدين التزامهم بالقوانين واستفادتهم من الخدمات الأساسية وسهولة الاندماج في المجتمع المحلي.
ونقلت الوكالة عن رئيس الجالية السنغالية في مدينة كيهيدي، تيرنوا فايوا، قوله إنه يعيش ويعمل في موريتانيا منذ 25 سنة ولم يواجه أي مضايقات، مشدداً على ضرورة احترام القوانين المنظمة للهجرة من طرف جميع الأجانب.
من جهته، قال الشاب السنغالي آمدو انجاي إنه يعمل في كيهيدي منذ أكثر من عقد دون مشاكل، ويحرص على تسوية وضعية إقامته القانونية بشكل منتظم، واصفاً موريتانيا بـ”البلد المتسامح والمضياف”.
أما المصري محمد عبد الرحمن حمود، فقد أوضح أنه دخل موريتانيا بطريقة قانونية عبر مطار نواكشوط الدولي، ويعمل حالياً في تجارة الأدوات المنزلية بمدينة كيهيدي، مستغرباً تجاهل بعض المهاجرين للإجراءات البسيطة التي تتيح لهم الإقامة والعمل بشكل قانوني.
وفي مدينة روصو بولاية اترارزة، روت السنغالية أنكون جون تجربتها في إنشاء مطعم شعبي منذ 2009، قائلة إنها لم تواجه أي تمييز، بل أصبحت “عنصراً فاعلاً في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمدينة”، حسب تعبيرها.
وأكد المتحدثون في هذه الشهادات أن احترام القانون والالتزام بالإجراءات القانونية يمنح المقيم حياة مستقرة وكريمة في موريتانيا، داعين جميع المهاجرين إلى تصحيح وضعيتهم القانونية عبر المعابر الرسمية وتفادي أي ممارسات قد تعرضهم للترحيل.
ويأتي هذا التحرك الإعلامي في وقت يتعرض فيه ملف المهاجرين في موريتانيا لمتابعة إقليمية ودولية، بعد تداول شهادات عن عمليات ترحيل قسرية ومعاملة سيئة، في وقت زار فيه وزراء ومسؤولون من عدة دول نواكشوط لمتابعة أوضاع رعاياهم.