تُظهر الجولة السادسة والعشرون من الدوري الموريتاني الممتاز (Super D1) موسمًا مليئًا بالإثارة والتقلبات، حيث تتصارع الأندية على مختلف الجبهات بين طموح التتويج والهروب من شبح الهبوط، الأرقام لا تكذب، وتكشف عن دوري يعيش واحدة من أكثر نسخه تنافسًا في السنوات الأخيرة، سواء في مراكزه الأولى أو أسفله المشتعل.
نواذيبو في الصدارة… ولكن الهلال يهدد
يتصدر نادي أف سي نواذيبو جدول الترتيب برصيد 50 نقطة من 25 مباراة، ويبدو أنه يواصل فرض هيمنته على الدوري المحلي، مستفيدًا من استقراره الفني والتكتيكي، على الرغم من تغيير المدربين الذين تعاقبوا مؤخرا على تدريبه، من لوبيز غاراي، والإسباني تشافي برنار، ومصطفى صال، واستقراره حاليا على باكييلو كازيميرز، لكن الصورة ليست وردية تمامًا، إذ يلاحقه الهلال صاحب المركز الثاني برصيد 47 نقطة، ولكن من 21 مباراة فقط، مما يمنحه أفضلية نظرية قد تقلب المعادلة لصالحه في حال فوزه بمؤجلاته الأربع، ليقفز نظريًا إلى 59 نقطة.
الهلال يُعد الرقم الأصعب في هذه المرحلة، خاصة وأنه يمتلك أفضل فارق أهداف في الدوري (+33)، ما يعكس قوة خطي الهجوم والدفاع، وقدرته على حسم المباريات بفارق مريح، لذا فإن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد هوية البطل بين حامل اللقب والطامح الجديد.
منافسة ثلاثية على المربع الذهبي:
خلف ثنائي الصدارة، تتواجد فرق الجمارك (44 نقطة)، والشمال أف سي ونواكشوط كينغس (43 نقطة لكل منهما)، وكلها لا تزال في سباق محتدم على المراكز المؤهلة للمنافسات القارية، فارق النقاط الضئيل يؤكد أن أي تعثر قد يُبعد أحد هذه الفرق عن مربع الذهب، في حين أن فوزًا في توقيت مناسب قد يقفز بصاحبه للمركز الثاني، في حال تراجعت فرق المقدمة.
منتصف الترتيب: الأمان ولكن بلا طموح
فرق مثل المريخ (39 نقطة) وتفرغ زينة (38 نقطة) والأمن المدني (36 نقطة) تؤدي بشكل مستقر، لكنها بعيدة نسبيًا عن سباق الصدارة ولا تبدو مهددة بالهبوط، تمثل هذه المنطقة من الجدول “منطقة الراحة”، لكنها أيضًا قد تُفقد الفرق دافع المنافسة مع اقتراب الموسم من نهايته.
الهاوية تبتلع: تولدي والحرس الوطني في خطر داهم
في القاع، تتفاقم معاناة تولدي (15 نقطة) والحرس الوطني (19 نقطة)، بفارق أهداف كارثي (-34 و-23 على التوالي)، كلا الفريقين يواجه خطر الهبوط المباشر، ما لم تحدث طفرة مفاجئة في الأداء خلال الجولات الأخيرة. الوضع لا يختلف كثيرًا بالنسبة لفريق لكصر وأف سي انزيدان، حيث يحتلان المركزين 14 و13، بفارق لا يبعث على الاطمئنان.
الجولات الأخيرة: الحسم على الأبواب
مع اقتراب الموسم من نهايته، تزداد أهمية كل نقطة، وتتحول المباريات إلى معارك لا مجال فيها للأخطاء، الهلال يملك فرصة ذهبية لخطف اللقب من نواذيبو، لكن الأخير يراهن على الخبرة والاستقرار، في المقابل، سيُحدد صراع البقاء من يمتلك النفس الطويل والقدرة على تجاوز الضغوط.
الدوري الموريتاني هذا الموسم لا يعترف بالتوقعات المسبقة، ويُثبت مجددًا أن كرة القدم لعبة تفاصيل صغيرة ومفاجآت كبرى، الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف الستار عن البطل، وعن الفرق التي ستُودع دوري الأضواء.