كشف مولاي عباس، المدير العام للبنك الموريتاني للتجارة الدولية (BMCI)، في مقابلة خاصة مع فوربس أفريقيا عن ملامح خطة استراتيجية طموحة للفترة 2025-2029 تهدف إلى إعادة ابتكار البنك وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفاعلين الماليين في المنطقة.
وأوضح مولاي عباس أن BMCI انتهت في ديسمبر 2024 من وضع خطتها الجديدة بالتعاون مع مكتب الاستشارات العالمي Boston Consulting Group (BCG)، بعد خمسة أشهر من العمل المكثف، مؤكداً أن هذه الخطة تتجاوز التعديلات البسيطة التي شهدتها السنوات السابقة، نحو إعادة هيكلة عميقة تضع العميل في صميم كافة العمليات والخدمات.
وقال: «نحن نعمل على تغيير نماذج التفكير والعمل وإعادة صياغة الإجراءات والتنظيم الداخلي للبنك، بهدف تلبية تطلعات عملائنا وتعزيز ريادتنا سواء في القطاع التجاري أو التجزئة المصرفية».
وحول أداء البنك، أكد عباس أن BMCI حققت نتائج مالية قوية في عام 2024، مع ارتفاع ودائع العملاء بنسبة 21%، وقفزة بنسبة 110% في ودائع الحسابات الرقمية عبر التطبيق “Masrvi”، الذي أطلق عام 2021 بشراكة مع الشركة الفرنسية Skaleet.
وأشار إلى أن التطبيق استقطب نحو 800 ألف مستخدم نشط وأكثر من مليون عملية تحميل عبر متجري Apple وAndroid، مما أسهم في رفع نسبة الشمول المالي في موريتانيا، إذ ساعد فئات واسعة من الاقتصاد غير المهيكل على الاندماج في النظام المصرفي الرقمي.
وأضاف: «من خلال محفظتنا الإلكترونية Masrvi، وفرنا خدمات تحويل الأموال، دفع الفواتير، شحن الهواتف، وسداد الضرائب، مما جعل التعاملات اليومية أكثر سهولة وأمانًا، وعزز من ثقافة الدفع الإلكتروني في البلاد».
وتحدث مولاي عباس أيضًا عن التحول التدريجي في محفظة البنك، حيث لاحظ نمواً ملحوظاً في نشاط المصرفية الإسلامية، الذي بات يشكل جزءاً متزايداً من ربحية البنك. وقال: «نحن نلحظ توجهاً متزايداً نحو المنتجات الإسلامية، ونعمل على تنويع عروضنا لتلبية هذا الطلب المتنامي».
وفي سياق متصل، أكد عباس أن BMCI تواصل التوسع في تمويل القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التجارة والصناعات الزراعية والصيد البحري، بهدف دعم بروز أبطال وطنيين قادرين على تحفيز الاقتصاد الوطني.
يُذكر أن BMCI تأسست عام 1974 تحت اسم البنك العربي الأفريقي في موريتانيا (BAAM)، قبل أن ينتقل أغلب رأسمالها إلى مجموعة عباس في 1984، حيث أصبحت تعرف لاحقاً بالبنك الموريتاني للتجارة الدولية. واليوم، تسيطر المجموعة على أكثر من 96,3% من رأس المال، مما منح البنك مرونة أكبر في رسم سياساته التوسعية والتحديثية.
وختم مولاي عباس حديثه قائلاً: «نحن لا نكتفي بالحفاظ على موقعنا، بل نستعد للمرحلة المقبلة بثقة وطموح، مدعومين بخطة تحول تضع الابتكار والعميل في قلب أولوياتنا».