قال محمد الأمين الحاج، أستاذ المحظرة، خلال مقابلة مع قناة TTV، إن الاعتقاد بأن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي قد يحلان محل الإنسان في ميدان العلم هو فهم خاطئ، موضحًا أن هذه الأدوات الحديثة جاءت فقط لتسهيل الوصول إلى المعلومات، دون أن تلغي العلم الأصيل المنقول عن أفواه العلماء.
وأضاف أن العالم، خاصة في ظل الطفرة الرقمية المتسارعة، يحتاج إلى علم بشري راسخ للتمييز بين الكم الهائل من المعلومات والأفكار التي قد تكون كثير منها دخيلة على المنظومة المعرفية، مشيرًا إلى أن موريتانيا، التي ما تزال في طور البناء المعرفي، بحاجة ماسة إلى حماية بيئتها العلمية من الغزو الفكري غير المدروس.
وضرب ولد الحاج مثالاً بما حصل مؤخرًا عندما طُرح سؤال نحوي لشيخ المحظرة محمد بتار على أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فجاءت الإجابة خاطئة، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي على الرغم من بلاغته وسرعة رده، إلا أن بعضه يصيب وبعضه يجانب الحقيقة.
وشدد على أن وفرة المعلومات وتيسر الوصول إليها لا يغنيان عن الحفظ والتمكن، معتبرًا أن الحفظ اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لضمان التمييز بين الغث والسمين في سيل المعلومات الجارف.
وأوضح ولد الحاج أن المتون المحظرية هي حجر الأساس في حفظ المدارك العلمية، مبينًا أن حفظ النصوص لا يكون على حساب المعنى، بل بالعكس، هو وسيلة لاستحضار المعاني وإتقانها، مشددًا على أن منهج المحظرة السليم يتناسب مع الفطرة العلمية.
واختتم بالقول إن العالم الحقيقي هو القادر على الإجابة دون الحاجة للرجوع إلى الإنترنت أو الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن المرحلة الحالية تفرض الحاجة الماسة إلى العلم المحظري أكثر من أي وقت مضى.