أكد الصحفي الجزائري مراد عباشه أن العلاقة بين الشعبين الجزائري والمالي “عميقة ومتجذرة منذ آلاف السنين”، مشيراً إلى وجود جالية مالية كبيرة في الولايات الجزائرية الحدودية، خاصة تمنراست، ومشدداً على أن الجزائر لطالما تعاملت مع جيرانها بعقلانية ومسؤولية، وفق عادتها الدبلوماسية الراسخة.
وفي مداخلة على قناة TTV، قال عباشه إن الجزائر قامت بتكوين أطر ماليين وساهمت في دعم البنية التحتية بمالي، ولعبت دوراً محورياً في استقرار منطقة الساحل، عبر التعاون الأمني والعسكري ومواجهة التحديات المشتركة، مضيفاً أن “الجيش الجزائري يملك خبرة كبيرة في تأمين الحدود ومكافحة التهديدات العابرة”.
وتحدث عباشه عن تسجيل تجاوزات متكررة للحدود الجزائرية من طرف طائرات حربية مالية، مشيراً إلى أن “آخر تجاوز تمثل في اختراق طائرة مالية مسافة كيلومترين داخل منطقة تينزواتين، ما استدعى تدخلاً من الجيش الجزائري لحماية السيادة الوطنية”.
واعتبر الصحفي الجزائري أن رد الجزائر الأخير “سيادي”، سواء في سياق التوتر الدبلوماسي أو كرد فعل على بيان صادر عن “الطغمة الحاكمة في مالي”، حسب تعبيره.
وفي ما يتعلق بأزمة المهاجرين، أكد أن الجزائر أنقذت مهاجرين غير نظاميين على أراضيها، وستواصل دعم دول الساحل، “فهي دولة فاعلة داخل الاتحاد الإفريقي ولن تتخلى عن دورها الإقليمي”.
واختتم عباشه تصريحه بالتأكيد على أن العلاقات الدولية تحكمها البراغماتية، وأن تجاوز الأزمة بين الجزائر ومالي ممكن من خلال الحوار وتلاقي المصالح، معوّلاً على خبرة الاتحاد الإفريقي في تسيير النزاعات داخل القارة.