يشتد التنافس على رئاسة البنك الإفريقي للتنمية (BAD)، حيث تخوض موريتانيا السباق بمرشحها سيدي ولد التاه، الوزير السابق والرئيس الحالي للبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA). ويواصل ولد التاه حراكه الدبلوماسي لتعزيز فرصه في الظفر بالمنصب، وسط دعم رسمي متزايد من الحكومة الموريتانية.
حملة دبلوماسية مكثفة لدعم المرشح الموريتاني
في خطوة لافتة، شكّلت موريتانيا فريقًا رسميًا لحملة ولد التاه يضم الوزير الأول المختار ولد أجاي، ووزير المالية، وعددًا من الوزراء والشخصيات الرسمية، وذلك لضمان أكبر دعم ممكن لترشيحه.
ووفقًا لموقع InfoWire، فقد حصل ولد التاه على دعم غير معلن من الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، كما بات قريبًا من كسب تأييد الكونغو برازافيل، ونيجيريا، وتونس، وحتى إيطاليا، وهو تحالف قد يعيد ترتيب أوراق المنافسة قبل أسابيع من الانتخابات المقررة في 29 مايو بأبيدجان.
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس الكونغولي ديني ساسو نغيسو مؤخرًا في أويو وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني سيد أحمد ولد بو، الذي كان برفقة سيدي ولد التاه نفسه، حيث حمل رسالة رسمية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لطلب دعم الكونغو لترشيح مواطنه.
دعم رئاسي واستراتيجية دبلوماسية محسوبة
يراهن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على مكانته الدبلوماسية التي عزّزها منذ وصوله إلى السلطة، وخاصة خلال فترة رئاسته للاتحاد الإفريقي. فمنذ أشهر، يجري اتصالات مكثفة مع القادة الأفارقة، بهدف ترسيخ التحالفات التقليدية لموريتانيا، ما يوفّر لولد التاه شبكة دعم دبلوماسية قوية ومكانة مطمئنة لدى العديد من القادة الأفارقة.
وزير المالية في قلب المعركة
يؤدي وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني سيد أحمد ولد بو دورًا رئيسيًا في تنفيذ الاستراتيجية الموريتانية، بفضل خبرته الواسعة في الأوساط المالية الإفريقية والدولية. وينتهج ولد بو أسلوبًا هادئًا بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، مفضلًا المفاوضات المباشرة مع الشخصيات المؤثرة، وهو نهج أثمر عن نتائج ملموسة، كان آخرها لقاءاته مع الرئيس التونسي قيس سعيد في تونس، ومستشار رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، فابريتسيو ساجيو، في روما.
سباق محتدم ودعم استراتيجي
مع اقتراب موعد الانتخابات، تبرز قائمة المرشحين بشكل أكثر وضوحًا، حيث تضم إلى جانب سيدي ولد التاه كلًّا من:
• صامويل مونزيلي مامبو (زامبيا) – مدعوم من مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC).
• أمادو هوت (السنغال) – وزير المالية السابق والمفضل لدى جزء من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS).
• مهامات عباس تولي (تشاد) – مدعوم من مجموعة دول وسط إفريقيا (CEMAC).
•
ورغم تعدّد المنافسين، فإن الحظوظ تبدو مواتية للمرشح الموريتاني، خاصة بعد إعلان فراني لوتييه، النائبة السابقة لرئيس البنك الإفريقي للتنمية والبنك الدولي، دعمها لولد التاه، مما وجه ضربة قوية لمرشح SADC الزامبي مامبو، الذي يواجه أيضًا انقسامات داخل تحالفه، حيث أبقت جنوب إفريقيا دعمها لمرشحها سوازي تشابالالا، ما زاد من تشتّت الأصوات داخل المجموعة.
دور الحسن واتارا في المعادلة
يعدّ دعم ساحل العاج، مقر البنك الإفريقي للتنمية، نقطة تحول حاسمة في الانتخابات، حيث يتمتع الرئيس الحسن واتارا بنفوذ قوي في القضايا الاقتصادية الإفريقية، ومن شأن دعمه للمرشح الموريتاني أن يسهم في استمالة أصوات الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (UEMOA)، الذي تلعب كوت ديفوار دورًا محوريًا فيه.
انتخابات حاسمة وتأثير دولي متزايد
ورغم أن سيدي ولد التاه يحقق تقدمًا ملحوظًا، إلا أن السباق لا يزال مفتوحًا، حيث يواصل المنافسون، ولا سيما مامبو وهوت، تكثيف حملاتهم الدبلوماسية.
ويبقى الموقف النهائي للمساهمين غير الأفارقة، الذين يمتلكون 40% من الأصوات، أحد العوامل الحاسمة في تحديد الفائز. فالولايات المتحدة، التي تعتبر ثاني أكبر مساهم بعد نيجيريا بنسبة 6.5% من الأصوات، لم تعلن بعد عن دعمها لأي مرشح، ما يجعل تأييدها عنصرًا قد يقلب الموازين في اللحظات الأخيرة.
معركة دبلوماسية حتى اللحظة الأخيرة
مع اقتراب 29 مايو، يُتوقع أن تتكثّف التحركات الدبلوماسية والمفاوضات السرية، مما يجعل البنك الإفريقي للتنمية محورًا للصراعات السياسية والاقتصادية على المستويين الإفريقي والدولي.