يعود الشارع الرياضي في موريتانيا، ليفتح عينيه من جديد على قائد شاب، قدم من إسبانيا، قبل سنوات إلى مدينة نواذيبو، مدربًا للبرتقالي، خلفا للمدرب يعقوب فال.
المدرب الإسباني، الذي قاد في فترة وجيزة، عدة أندية، على رأسها تينيريفي ونادي ألباسيتي نوماتيا في الدرجة الثانية، جاء إلى فريق قوي على مستوى بلاده، فتمكن من مواكبة التطور الذي وجده قد حصل قبله، ليظفر بلقبي الدوري، والكأس.
مسيرة المدرب كانت جماهير البرتقالي تشكُ فيها بعذ أن فشلت لعدة مرات في المنافسة الخارجية، على دوري أبطال أفريقيا، والكونفدرالية، ليقطع عشاق الأحمر، الشك باليقين، وتتضح لهم الصورة، معنونين ما يحدث مع النادي “بالمتوقع” لايمكن الوصول إلى مستوى معاندة أندية القارة الكبيرة، بمدرب مغمور.
ليعود النادي إلى محاولة تصحيح الخلل الذي وقع فيه قاريا، رغم ما تميز به محليا، من ألقاب أضافها إلى خزينته منذ التعاقد مع المدرب الإسباني.
كأن القصة مشابهة لما حدث مع أمير عبدو، الذي قاد فريقه الوطني، جزر القمر من ملامسة تأهل تاريخي لكأس أمم إفريقيا، ما جعل النادي البرتقالي يدفعُ بكل قوته إلى التعاقد مع المدرب.
السيناريو متشابه كذلك مع “المرابطون” مدربين من مدارس كروية مختلفة، فرنسا، وإسبانيا، والهدف في النهاية واحد، وهو قيادة منتخب موريتانيا، مهما كلف ذلك من الوقت.
منتخب موريتانيا ذلك المننتخب المغمور، في وقت ما، أصبح وجهة لا يمكن عدم التفكير فيها بين الفينة والاخرى لمدربي القارة، بعد أن دخل لقب “المرابطون” على ملايين البيوت في العالم العربي.
عبدو يمسك دفة منتخب موريتانيا:
أمير عبدو رفقة رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم(FFRIM)
يحمل جنسية جزر القمر، والجنسية الفرنسية، ويظهرُ مع منتخب المرابطون بشكل جنوني، في كأس أمم أفريقيا الأخيرة التي أُقيمت في ساحل العاج، بعدما تمكن لاعبوه من العبور إلى الدور الثاني، في مفاجأة كبيرة، بعد إقصاء بطل كأس أمم أفريقيا 2019، منتخب الجزائر، من الدور الأول.
نجاح القُمري، أمير عبدو جاء بعد أن كرر تجربته الناجحة، مع منتخب موريتانيا، وقادته لإنجاز التأهل إلى الدور ثمن النهائي، وأثبت قدرته على تحمل مسؤولية تدريب الفريق والتفوق، لكنه ربما كان يتمنى أن لا تفشل تجربة تصفيات كأس أمم أفريقيا بالمغرب، والسقوط المدوي في تصفيات كأس العالم، من مواجهتين خاضهما على ملعب “شيخا بيديا”، لتقترب نهاية عاطفية، وجميلة مع المنتخب الموريتاني، لا سيما وأنه كان يطمحُ بالمواصلة، قبل أن تنهي الاتحادية، التعاقد معه، وتفتح الباب لمدرب جديد.
أملُ بلوغ المونديال على يد غاراي.. هل يصلح ما أفسده عبدو؟
بعد الصدمة الكارثية التي عاشتها الجماهير الموريتانية، خلال الفترة الأخيرة، على أمل تحقيق حلم بلوغ كأس العالم، التي ستقام بالولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك في 2026، إذ كان هذا الحلم أمراً بعيد المنال في السنوات الماضية، إلى أن أجواء المنافسة على المونديال ستعود الجماهير لتعيشها مجددًا لكن ليس مع أمير عبدو، بل الإسباني “غاراي”، الذي أسند له اتحاد الكرة مهمة الإشراف على منتخب موريتانيا.
حلم الجمهور الرياضي ببلوغ كأس العالم لأمرين اثنين رئيسين؛ أولهما خروجه من تصفيات الكان بالمغرب، أما السبب الثاني فهو زيادة عدد المنتخبات الأفريقية المشاركة في المونديال ما يعني أن الحلم أصبح مشروعاً للموريتانيين.
لكن قد يتسائل البعض ألا يمكن أن تؤثر النتائج التي خلفها عبدو في التصفيات، بذلك الحلم؟ خاصة وأن المنتخب سيلاقي الكونغو الديمقراطية، الثلاثاء 25 مارس في مدينة نواذيبو، لحساب الجولة السادسة من التصفيات، وفي حال حقق فيها الفوز قد يعيد بذلك الأمل المفقود.